الأمل نيوز
الأمل نيوز

صديق رمضان يكتب:الحالة السودانية.. إدارة الحج والعُمرة بكسلا نموذجا

 

 

تبدو ثقافة “وقفة يوم العيد” هي السائدة في السودان،بسيطرتها علي العقل الجمعي الذي يجنح دوما نحو التحرُك في اللحظات الأخيرة لإنجاز ماهو مطلوب، والذي دائما يأتي دون المستوي لضيق عامل الزمن وللاستعجال الذي يشوب الأداء الذي يخرج باهتا ومتواضعا.

 

وإذا اسقطنا هذه الثقافة علي معظم معاملاتنا نجد أنها السائدة، حتي علي المستوي الرسمي، وربما كان هذا من أسباب عدم تطورنا او بالأحرى عدم وصولنا مرحلة الجودة المطلوبة في تنفيذ الأعمال العامة والخاصة.

 

وأعتقد أن مبادرة إدارة الحج والعُمرة بكسلا تستوجب التوقف وقراءتها بشكل جيد من واقع انها تُعد نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه الأشياء.

 

فالادارة التي ظلّت بفضل جهدها تحتل ولاية كسلا المرتبة الأولى علي مستوي الولايات في إجراءات وأعمال الحج، لم تركن الي ما حققته من نجاحات بل اعتبرته منصة للانطلاق نحو تجويد الأداء.

 

وان تبدأ إجراءات التقديم للحج المبدئية قبل أكثر من خمسة أشهر، فإن هذا ينطوي علي احترافية وبحث عن الوصول الي درجة متقدمة من الاجادة، من أجل إنجاح موسم الحج بما يتسق مع مايدفعه ويتمناه الحج رغم المشقة التي تلازم هذه الشعيرة في كل الأحوال.

 

ودعونا نتخيل ان وزارة التربية والتعليم بدأت الإستعداد للعام الدراسي قبل خمسة أشهر، وإذا فعلت المحليات ذات الشئ قبل الخريف،وعلي ذلك قِس، بكل تأكيد فان الترتيبات المبكرة لإنجاز الأعمال تساعد علي تلافي السلبيات وتدعيم الايجابيات واتاحة الفرصة للجهات الأخرى لإكمال الترتيبات والجهوزية المطلوبة.

 

لذا فان إدارة الحج والعُمرة بولاية كسلا تستحق الإشادة علي هذا النهج المتقدم الذي نتمناه في كل مؤسساتنا الحكومية وكذلك علي صعيد حياتنا الخاصة، لأن الإهتمام بعامل الوقت من روافع تحقيق ماهو منشود.

 

وأخيراً.. وفي ذات إدارة الحج والعُمرة بكسلا فإن أمر آخر يلفت النظر، ويتمثل في الشفافية التي يتعامل بها المدير الدكتور “الأمين علي الأمين” الذي لاحظت أنه وفي كل الملتقيات يعمد الي الحديث بصراحة وشجاعة عن كافة القضايا ولايتهرب عن مواجهة الحقائق حتي في حالة القصور، وهذا منهج رجل الدولة الحقيقي.الذي نتمناه ان يسود كل المؤسسات بكسلا.

 

وما نتمناه في الحج القادم مزيدا من الشفافية عن آلية إختيار الأمراء، حتي يعرف رجل الشارع العادي معايير الإختيار وهل تنطبق علي من حالفهم الحظ أم أن الأمر خضع لمجاملات وتوازنات.

 

ونتمتي ان نكون من حجاج العام القادم باذن الله تعالى وبلادنا في إستقرار ونماء.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.