كسلا: سيف الدين آدم هارون
في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا الطبية، وتزداد فيه التحديات البيئية والصحية، يبقى الطبيب الإنسان هو الملاذ الأخير للمريض الباحث عن الأمان والطمأنينة. في هذا السياق، أجرت “الأمل نيوز” حوارًا خاصًا مع الدكتور “محمد فتح الرحمن” ، اختصاصي الباطنية والجهاز الهضمي بمدينة كسلا، الحاصل على دبلوم أمراض السكري والغدة الصماء من جامعة ليدز البريطانية، وأستاذ مساعد بجامعة كسلا، الذي يُعرف بين مرضاه بأنه لا يكتب وصفة فحسب، بل يمنحهم الأمل بصدق تعامله وكلماته الطيبة التي تنزل عليهم مثل البلسم.
أمراض الخريف في كسلا مشهد يتكرر كل عام
اشار الدكتور فتح الرحمن إلى أن فصل الخريف في كسلا، رغم جماله الطبيعي، يحمل معه موجة من الأمراض التنفسية والحساسية، خاصة بين الأطفال ومرضى الربو. السبب يعود إلى انتشار الغبار وحبوب اللقاح، إضافة إلى قرب حظائر الحيوانات ومزارع الدواجن من المناطق السكنية، ما أدى إلى حالات صحية حرجة، منها وفاة مواطنة متأثرة بالحساسية.
المصران العصبي والضغوط النفسية: انعكاسات الحرب؟
خلال العام الماضي، شهدت كسلا ارتفاعًا في حالات المصران العصبي نتيجة الضغوط النفسية المرتبطة بالحرب والنزوح. ومع عودة الاستقرار، بدأت هذه الحالات في الانخفاض، وهو ما يعكس أهمية الصحة النفسية في الوقاية من الأمراض الجسدية.
وماذا عن الملاريا والكوليرا وحمى الضنك؟
رغم استمرار الملاريا كمرض متوطن، فإن حالات الكوليرا وحمى الضنك شهدت انخفاضًا ملحوظًا هذا العام، بفضل جهود وزارة الصحة ومحلية كسلا في مكافحة البعوض وتحسين البيئة،ورغم ذلك نشدد على أهمية النظافة العامة، شرب المياه الآمنة، والمتابعة الطبية للفئات الأكثر عرضة.
هل تمضي امراض الباطنية في تصاعد مثل الكلى،والجلطات والسكري؟
أمراض الباطنية المزمنة مثل الكلى والجلطات والسكري لا تزال تشكل تحديًا، خاصة في ظل نمط الحياة غير الصحي بعد الحرب. ومع ذلك، فإن ارتفاع الوعي الصحي بين المواطنين ساهم في الكشف المبكر وتجنب المضاعفات.
إرشادات وقائية للمواطنين: الصحة تبدأ من البيت
من أبرز النصائح التي قدمها الدكتور فتح الرحمن، غسل اليدين بانتظام، ارتداء الكمامة في أوقات الغبار، التغذية المتوازنة وشرب الماء، الالتزام بالعلاج الوقائي، تهوية المنازل وتنظيفها، تخفيف التوتر النفسي وممارسة الرياضة
الطب كرسالة إنسانية
عيادة الدكتور محمد فتح الرحمن لا تغلق أبوابها، ولا تكتفي بالعلاج، بل تقدم الدعم النفسي والمادي للمرضى المحتاجين. يقول أحد المرضى: “نغادر عيادته بابتسامة، وكأن كلماته هي الدواء.”_
