في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، خرج الفريق مالك عقار إير، رئيس الحركة الشعبية، بورقة علمية تمهيدًا لصدور كتابه القادم، تحمل عنوانًا عميقًا في دلالته: “التحولات والتطورات في تجربة الحركة الشعبية”،
ورقة ليست عادية، بل تمثل بؤرة ضوء يمكن أن يستند عليها سودان ما بعد الحرب، حيث قدم من خلالها سردا تاريخيا لمسيرة الحركة الشعبية، منذ تأسيسها وحتى اليوم، متناولًا مراحلها المختلفة، وتحولاتها، وعلاقاتها بالحكومات المتعاقبة، والاتفاقيات التي أبرمتها، من نيفاشا إلى أديس أبابا، ونداء السودان بقيادة الصادق المهدي، وصولا إلى الوثيقة الدستورية.
الورقة كانت بمثابة جلد للذات أولًا، ثم تقييم وتقويم لدور الحركة الشعبية، وشراكاتها، بما فيها تلك التي جمعتها بالمؤتمر الوطني، مرورا بانفصال جنوب السودان، والتدخلات الخارجية التي ساهمت في تعقيد الأزمة السودانية.
وقد قدم الفريق عقار انتقادات صريحة، وصفها البعض بأنها “فلترة سياسية”، حيث اعترف بالأخطاء التي صاحبت معظم الاتفاقيات المتعلقة بالسلام، مشيرا إلى أنها تناولت القضايا بصورة سطحية، وتجاهلت جذور المشكلة.5
الورقة التي أُعدت بعناية فائقة، حملت ثراءً معرفيا، وتناولت كافة جوانب الأزمة السودانية، وقدمت رؤية للحلول والمقترحات، نحو سودان جديد قائم على العدالة، دولة القانون، الحكم الرشيد، والمواطنة بلا تمييز.
واعتبر عبدالرحمن الصادق المهدي الذي كان حضورا في الورشة التي نظمها مركز الأستاذ جمال عنقرة ببورتسودان، الورقة نقطة ضوء في ظل الوضع الراهن، مؤكدًا ضرورة توحيد القوى والنخب السياسية.
فيما اثني عمر خلف الله ، ممثل الحزب الاتحادي، على شجاعة عقار، وقال إن الدولة السودانية لم تستكمل نشأتها منذ الاستقلال، وإن الشعارات كثيرًا ما تتحول إلى حماية مصالح ضيقة.
اما بابكر حمدين ممثل حركة العدل والمساواة، وصف الورقة بأنها تشخيص دقيق لواقع الدولة السودانية، وفشل الأنظمة في تلبية حاجات المواطن، مؤكدًا ضرورة قيام انتخابات شرعية تمثل الشعب.
وتقدمت علياء أبونا بالشكر لرئيس الحركة الشعبية على الورقة، وتحدثت عن وجود المرأة داخل الحركة، وعدالة توزيع السلطة والثروة بين الجنسين.
اتفق جميع المعقبين والحضور على أهمية الورقة، وضرورة الأخذ بها كأساس لرؤية حكم السودان الجديد، سودان العدالة والمواطنة.
وفي ختام الورشة، شكر الفريق مالك عقار، نائب رئيس المجلس السيادي ورئيس الحركة الشعبية، جميع الحضور والمشاركين، وخص بالشكر مركز عنقرة للخدمات الصحفية على تنظيم الورشة.
