بعد ثلاثة أشهر من الظلام، عاد النور ليغمر قرى غرب الحصاحيصا، معلنا نهاية فصل طويل من المعاناة، وبداية جديدة تنبض بالأمل، لم تكن عودة الكهرباء مجرد حدث تقني، بل كانت لحظة انتصار لإرادة الناس، وصوتا صادقاً لجهود بذلت بصمت، وإصرار لم يعرف التراجع.
كتب الأهالي مرارا وكتبنا هنا في الأمل نيوز ، وناشدوا حكومة ولاية الجزيرة، ورفعوا أصواتهم من قلب المعاناة، لكن ما ميّز هذه اللحظة هو تلك المبادرة التي أطلقها أبناء “الكتير مساعد”، الذين لم يكتفوا بالنداء، بل حملوا همّ القرى على أكتافهم، وسعوا بكل ما أوتوا من عزيمة لإعادة الحياة إلى أهلهم.
اليوم، يقطفون ثمار ذلك العطاء، فرق الصيانة عملت بلا كلل، تصل الليل بالنهار، حتى تم إصلاح العطل، وعادت الكهرباء لتضيء البيوت، وتدفئ القلوب، وتبعث في النفوس رجاءاً طال انتظاره.
في تلك القرى البسيطة، كانت الفرحة لا توصف، لأن عودة الكهرباء تعني عودة الأمان، وانخفاض الحميات، ونهضة التعليم، وعودة الأطفال إلى دفاترهم، والمرضى إلى عافيتهم، والمزارعين إلى حقولهم. إنها عودة الحياة بكل تفاصيلها.
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، الشكر لحكومة ولاية الجزيرة، ممثلة في والي الولاية وأركان سلمه، والشكر موصول للشباب الذين قادوا هذه النفرة، وسعوا لتحقيق أهدافها، والشكر الأكبر لأهلنا في كل القرى، كتير مساعد، طابت، كافي، الولي، ود البليلة، أم جريس، صراصر، وادي شعير، ود بلل، وقرى الصندوق الأسود.
لقد أثبتوا أن التكاتف يصنع المعجزات، وأن الأمل لا يُطفأ مهما طال الظلام.