الأمل نيوز
الأمل نيوز

في إحتفال مؤتمر البجا..وطن الجدود.. حين غنّت صغيرات الأمل فاهتز الوجدان

 

 

كسلا:ضحى عادل

 

في مساءٍ مهيب من أمسيات الوطن، وبين جدران مسرح منتزه التاكا بمدينة كسلا، لم يكن احتفال مؤتمر البجا بالعيد الـ67 مجرد مناسبة سياسية، بل لحظة وجدانية خالدة، حين ارتفعت أصوات صغيرات فرقة الأمل الموسيقية، كأنهن يضعن رسالة في بريد الشعب السوداني، مكتوبة بلغة الفن، مختومة بدماء الشهداء، وممهورة بأحلام الأجيال.

 

“وطن الجدود نفديك بالأرواح نجود”

بهذه الكلمات التي صاغها الشاعر الكبير “محمد عوض الكريم القرشي” ، وسكب عليها الفنان “عثمان الشفيع” إكسير البقاء، حلّقت الصغيرات في فضاء الوطن، ينسجن من أصواتهن لوحة من الوفاء، ويبعثن برسالة إلى كل من ظن أن السودان قد انحنى.

 

كانت الأغنية أكثر من ترنيمة، كانت مرآة لواقع شعبٍ قدّم الأرواح فداءً، في حربٍ فُرضت عليه ليُركع، لكنه أبى إلا أن ينهض. وبين مقطع وآخر، كانت الكلمات تتدفق كالنيل، “خيراتو كم يتدفقن.. آن الأوان أن نُمتَحن في سبيلو لا نطلب ثمن” ، وكأنها قسمٌ جديد يُردَّد في حضرة الوطن.

 

ثم جاء المقطع الذي جسّد ما يتعرض له السودان من مكائد وعداوات، فهتفت الصغيرات:

“وطن الجدود نحن الفداء من المكائد والعدا نتمنى ليك دايمًا تسود بدمانا نكتب ليك خلود”، وكانت تلك اللحظة كأنها نداء من القلب، من جيلٍ صغير يحمل راية الكبار، ويؤمن أن الوطن لا يُصان إلا بالدم والوعي.

 

وفي ختام الأداء، ارتفعت الأصوات بنداءٍ عابر للزمن:

“هيا يا شباب، هيا يا جنود، حطموا هذي القيود”، دعوة للوحدة، للنضال من أجل انتصار الوطن في أصعب اللحظات التي يمر بها.

 

 

في هذه الليلة، لم تكن الأغنية مجرد أداء فني، بل كانت وثيقة وجدانية، كتبتها صغيرات الأمل، ووقّع عليها الحضور بدموعهم وتصفيقهم، لتبقى “وطن الجدود” اغنية خالدة، تُردَّد كلما احتاج السودان أن يتذكّر من هو، ومن أين أتى، وإلى أين يجب أن يمضي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.