كتب: أمجد أحمد
في صباح يوم الأحد، الخامس من أكتوبر 2025، تحرك القطار من محطة رمسيس بالقاهرة، حاملاً على متنه أحلامًا ثقيلة وقلوبًا تواقة للعودة. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحًا، حين بدأت رحلة العودة الطوعية المجانية التي نظمتها منظومة الصناعات الدفاعية ، ضمن مشروع إنساني ضخم أعاد آلاف السودانيين إلى وطنهم.
وصل القطار إلى أسوان في الثانية ظهرًا، وهناك كانت الباصات في الانتظار، كأنها تعرف وجوه العائدين. وبعد ساعات من الراحة، تحرك الركب نحو أبو سمبل في الثالثة صباحًا، ليصل في التاسعة صباحًا إلى استراحة قصيرة، تخللتها وجبة فطور سريعة، ثم عبور البحر بالمعدية، حيث كانت أيضًا في الموعد.
وعند الوصول إلى المعبر السوداني، كانت الباصات جاهزة لتقل كل راكب إلى وجهته. في السادسة مساءً، وصلنا إلى أم درمان، وتحديدًا إلى محطة سراج في الثامنة مساءً، يوم الثلاثاء السابع من أكتوبر، كانت تلك آخر نقطة في رحلة العودة، لكنها أول خطوة نحو بداية جديدة.
التنظيم كان فوق المتوقع، بل “فوق العلامة الكاملة”، كما وصفه، الالتزام بالوقت كان مفتاح النجاح: القطار لا ينتظر أحدًا، حتى من نزل لوداع، الباصات كثيرة، لكن من لا يلتزم بالوقت قد يفوته الركوب
الأمتعة تُنقل مجانًا عبر دفارات مخصصة، فلا حاجة لحملها في الباص
يُنصح بتجنب حمل أدوات كهربائية أو أدوية بكميات تجارية.
في نهاية الرحلة، اعبر عن امتناني العميق لحكومة وشعب مصر، الذين قدموا دعمًا كبيرًا لإنجاح مشروع العودة الطوعية، الذي يُعد من أكبر المبادرات الإنسانية في المنطقة.
