أنعم الله على البلاد هذا العام بمعدلات أمطار جيدة، انعكست إيجابًا على الموسم الزراعي، الذي يُتوقع أن يحقق إنتاجية عالية وغير مسبوقة، ورغم البشريات التي تلوح في الأفق، وتأكيد ما هو مؤكد بأن السودان لن يواجه نقصًا في الغذاء، إلا أن الفرحة بهذا الإنتاج الوفير تأتي منقوصة، في ظل بروز مشكلات حقيقية تعترض طريق الحصاد.
وكما أوضح عدد من كبار المنتجين بولاية القضارف، وعلى رأسهم المهندس غالب هارون و عثمان الشريف ، فإن الإنتاج المتوقع، خاصة من محصول الذرة، يواجه تحديات كبيرة أبرزها نقص الخيش
وارتفاع أسعار الوقود، حيث بلغ سعر البرميل مليونًا وخمسين ألف جنيه سوداني.
هذه العقبات، التي تندرج ضمن مسؤولية الحكومة، تستدعي بحثًا عاجلًا في تمويل عمليات الحصاد ، وتوفير مدخلاته الأساسية،كما أن الحكومة مطالبة بالإسراع في تنفيذ قرارها الاتحادي، الذي بشّر به والي القضارف، والقاضي بـفتح أبواب صادر الذرة.
الإسراع في تنفيذ القرار وفتح الاعتمادات للتصدير إلى دول الجوار، من شأنه أن يسهم في سحب ستة ملايين جوال من إنتاج الموسم الماضي ، والتي لا تزال مكدسة في المخازن والصوامع،وهذا الإجراء ضروري لتفادي حدوث كساد ، خاصة في ظل مؤشرات الإنتاج الوفير لهذا العام.
لذا، فإن مجلس الوزراء مطالب بتركيز جهوده على الحصاد ، وتكوين لجنة عليا لتسريع إجراءات صادر الذرة، حتى يتم تصريف إنتاج الموسم السابق بحلول ديسمبر.
نجدد المطالبة بضرورة تمويل عمليات الحصاد ، إلى جانب تسريع وتيرة الصادر، وذلك لتفادي كساد محتمل في ظل توفر متوقع لعدد 16 مليون جوال من الذرة بالقضارف من إنتاج الموسم الماضي والمتوقع للحالي، ناهيك عن الولايات الإنتاجية الأخرى.
