كتب:يونس سراي
لم تكن (طوكر) يومًا مدينة عادية؛ فهي (قلب نابض) على ضفاف (خور بركة)، تبتسم حين تبتسم الأرض، وتكتسي خضرةً حين تنهمر السماء.
لكنها، اليوم، تقف على (حافة قلق ثقيل)، تُصغي لهدير النهر وهو يعلو شيئًا فشيئًا، كأن مياهه تحمل (رسائل غامضة) من المجهول.
إنه ذلك (الصمت المريب) الذي يسبق (العاصفة)، وتلك (الرائحة الممزوجة) بتراب مبتل، تحكي أن (الماء قادم) — لا ليُسقي، بل (ليبتلع).
في هذه اللحظات، (لا مجال للتهاون)؛ فالتحذيرات لم تعد كلمات في بيان، بل (جرس إنذار) يقرع في قلب كل بيت، وينذر بأن الخطر قد يكون (أقرب من أنفاسنا).
وبالرجوع إلى عنوان المقال نجد أن (وزارة الموارد المائية والري) — بصفتها (الجهة المختصة) — قد أصدرت في الأحد 11 أغسطس من العام الجاري نشرةً حذّرت فيها من (احتمالات فيضان خور بركة) في (مدينة طوكر)، مع ما يحمله ذلك من (تهديد مباشر) لحياة المواطنين وممتلكاتهم.
وجاء هذا التحذير استنادًا إلى (قراءات ميدانية) ومعطيات (هيدرولوجية)، تشير إلى (ارتفاع منسوب المياه) بشكلٍ ينذر بالخطر.
هذا التحذير يعيد إلى الأذهان (مشاهد السنوات الماضية)، حين تحولت (طوكر) إلى (بحيرة مترامية الأطراف)، تُجوب شوارعها (القوارب بدل السيارات)، وغرقت أسواقها في (طوفان المياه)، وتقطعت أوصالها بـ(انقطاع الطريق الرئيسي) المؤدي إليها، ليجد أهلها أنفسهم في (عزلة تامة) عن بقية (ولاية البحر الأحمر).
وقد سجلت الأعوام الماضية (خسائر فادحة) في الأرواح والممتلكات، وترك (الفيضان) ندوبًا عميقة في (الذاكرة المحلية).
ففي العام الماضي وحده، تجسدت ملامح (التفاني الإنساني) في مشهد الطبيب (مدثر أحمد) وهو يسبح من منطقة (السكن الطبي “الميز”) إلى (مستشفى طوكر)، لمعاينة المرضى وتقديم الرعاية الطبية، بعد أن (قطعت المياه الطرقات) و(ارتفع منسوب الفيضان). كان ذلك (جهدًا بطوليًا) وسط ظروفٍ قاسية، وذكرى تظل عالقة في وجدان أهل المدينة.
وفي مواجهة هذه التحديات، كان (الرائد شرطة/ سالم صالح علي) — (منسق عمليات الدفاع المدني) بمحلية طوكر — هو وفريق عمله من (الضباط، وضباط الصف، والجنود)، (العين الساهرة)، و(اليد الأمينة)، و(طاقم النجاة والإنقاذ) الذي أسهم في (عمليات الإخلاء) و(حماية الأرواح)، رغم (شح الإمكانات) و(ضغط الموقف).