بعد أكثر من عامين ونصف من المعاناة والنزوح بسبب سيطرة مليشيا الدعم السريع، استعادت منطقة صـالـحـة بولاية الخرطوم عافيتها وعاد إليها نبض الحياة من جديد. فمع خروج هذه المليشيا، عادت الطمأنينة إلى قلوب الأهالي الذين بدأوا بالعودة تدريجيًا إلى منازلهم وأحيائهم، يحملون معهم الأمل في غدٍ أفضل.
ومع عودة الحياة، ما تزال بعض الشوارع تحمل في طياتها آلام وجراح تلك الأيام، وتختزن ذكرى شهداء الواجب من المواطنين والنظاميين، الذين لم ولن تنساهم الذاكرة. ومع كل خطوة نخطوها آمنين، نشكر الله عز وجل ونشكر قواتنا المسلحة التي جعلت هذه العودة ممكنة.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهود كبيرة بذلتها حكومة ولاية الخرطوم بقيادة الوالي أحمد عثمان حمزة، الذي لعب دورًا محوريًا في إعادة الاستقرار وتهيئة الأوضاع لعودة المواطنين. كما كان لـ محلية أم درمان دور بارز في التنسيق والإشراف على إعادة الخدمات الأساسية.
أهالي صـالـحـة بقيادة شخصيات مجتمعية بارزة مثل الجميعابي و ركبة، عملوا على تنظيم الجهود الشعبية بالتعاون مع الفرق الهندسية لإعادة تأهيل البنية التحتية.
الكهرباء كانت من أوائل الخدمات التي أعيدت، حيث ساهم المهندسون والفنيون في إصلاح الأعطال الممتدة منذ شهور طويلة. كما كان لـ مهندسي المياه دور حاسم في إعادة تدفق المياه إلى الأحياء بعد انقطاع دام فترة طويلة، وذلك عبر إصلاح شبكات الضخ وتنظيف الآبار.
ولم تغب روح التطوع عن المشهد، إذ هب العشرات من شباب المنطقة وفرق المبادرات لتنظيف مرافق هيئة المياه والآبار، وإزالة الأنقاض، مما مهد الطريق أمام عودة الحياة الطبيعية بسرعة.
اليوم، وبينما تتعافى صـالـحـة من آثار الحرب، يقف أبناؤها على قلب رجل واحد، يرممون ما تهدم، ويستعيدون تفاصيل حياتهم التي غابت عنهم لسنوات، في مشهد يجسد إرادة البقاء والانتصار على الصعاب.
