في تطور خطير ومثير شهدت مدينة الأبيض يوم أمس السبت حادثة فريدة وخطيرة ودخيلة تمثلت في اغتيال
مولانا التجاني ادم صبي المقيم بالمدينة حاضرة الولاية حيث تعد هذه الظاهرة دخيلة على مجتمع شمال كردفان المعروف بالتسامح والتصالح مع الاخر.
وما حدث يضع الأجهزة الأمنية في الولاية في موضع الإختبار والتحدي لكشف ملابسات هذه الجريمة الخطيرة ودوافعها وكشف الجهات التي تقف خلفها.
وحملت اخبار هذا الصباح أن قوة مسلحة اغتالت مساء أمس بمدينة الأبيض وكيل أعلى النيابة مولانا التجاني ادم صبي، وداهمت القوة منزل المجني عليه واردته قتيلا فور دخولها المنزل وغادرت المكان، ونعي النائب العام الفقيد الذي يعد أحد أعلام سلك العدالة .
وقالت النيابة ان الفقيد كان مثالاً للنزاهة والإخلاص والتفاني في أداء الواجب، وأسهم بدور راسخ في ترسيخ قيم العدالة وصون الحقوق، وبذل جهده مخلصاً في خدمة وطنه وأهله، ولا سيما في ولايات شمال كردفان، والنيل الأزرق، وشمال دارفور، حيث ترك أثراً باقياً وذكرى عطرة بين زملائه والمتقاضين وكل من عرفه.
بحسب المتداول ان الفقيد كان مثالا للصدق والنزاهة وانه احد اعلام العدالة بالبلاد إلا ان اغتياله بهذه الصورة الفجة يربك المشهد في مدينة الابيض ويفتح باب التساؤلات ويزيد من المخاوف لدي المؤثرين في المدينة وربما كانت حادثة اغتيال صبي هي راس جبل الجليد لحوادث مماثلة قد تستهدف العديد من شخصيات الأبيض.
الاجهزة الامنية وجدت نفسها أمام تحد جديد وهي تسهر وترابط لحماية المدينة في السقوط في ايدي الجنجويد ومنع تواجدهم حتى في حماها.
قوة مسلحة تتجاوز كل ارتكازات المدينة وتصل لهدفها وتقوم بالتصفية باعيرة نارية اخترقت جسد العدالة واردت رائدها صبي قتيلا، هل تمت مطاردة هذه القوة المدججة بالسلاح بعد صنيعها الفج؟ وماذا كانت تستخدم هذه القوة في هجومها على الضحية؟ مواتر أم عربة او مشاة وكم عددها ومن يوفر لها الحماية؟.
كل هذه التساؤلات التي طرات على السطح تحتاج لمن يفك طلاسم هذه الجريمة الغامضة.
اعتيال وكيل أعلى النيابة بالأبيض يترك أكثر من علامة استفهام، لماذا وكيل أعلى النيابة؟ وماهي الجهة المدفوعة بضخامة هذا الانتقام لتقوم بالفعل الشنيع والدخيل وتردي الرجل قتيلا.
ربما كانت دوافع الانتقام ناجمة عن امر ما الا ان سيرة الفقيد المتداولة تجعل باب التشكيك في نزاهته مغلقا وغير وارد.
ما حدث ليلة امس بالأبيض يضع المدينة على فوهة المخاوف وحتى تتكشف خيوط هذه الجريمة البشعة على الاجهزة الامنية ان تتعامل بحسم مع كل تحرك مشكوك فيه وتتبع اليقظة وان تعمل بمبدا الوقاية خير من العلاج.
ليس وكيل النيابة وحده ضحية هذا الاجرام هناك صحافيون كانت لهم الجرأة في مواجهة الباطل وهنالك اعيان وشخصيات مؤثرة لابد من توفير الكافية لهم.
العدو يريد بث الرعب بين سكان المدينة وخلق حالة من التوتر المصحوب بالخوف والمخاوف لذلك قد يلجأ لمثل هذه الاساليب، وباطن المدينة هو الاخر يحتاج للتطهير والتعقيم من الخونة والمندسين.
كشف خيوط جريمة اغتيال صبي سيكشف عن الكثير والمثير.