الأمل نيوز
الأمل نيوز

صديق رمضان يكتب:تجربة الكسلاوي “علي جن”.. إعادة تعريف الإستثمار المحلي بالولايات

 

 

من التفاصيل التي سردها لي رجل الأعمال “الأمين الشيخ مصطفي الأمين” عن والده _ عليه الرحمة _ الذي كان أحد اقطاب الصناعة في أفريقيا، أنه كان يعشق الإستثمار الزراعي والصناعات التحويلية المرتبطة به، وأنه كان كثير الحديث عن أرض السودان ويؤكد بأن “خيرها كتير”.

 

ولأنه ركّز جلّ جهده علي الزراعة، فقد انشأ امبراطورية صناعية كان إنتاجها يغزو الأسواق الأوربية في عهد السودان الزاهر، لذا منحه الرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري وسام إبن السودان البار، من واقع أنه ظلّ يستثمر داخل بلده، يوفر فرص عمل ويرفد الإقتصاد الوطني.

 

ورغم عدم إستقرار الإقتصاد السوداني ووجود مشاكل في البني التحتية للاستثمار، إلا أن عدد من رجال الأعمال السودانيين شمخوا في هذا المجال، وتمكّنوا من تحقيق نجاحات باهرة، وأعتقد أن هذا يعود الي اتجاههم نحو الإستثمار الحقيقي الذي يخدم البلاد ويحصدوا من خلفه أرباح.

 

كان بامكانهم وضع أموالهم ودائع في المصارف الداخلية و الخارجية ليحصدوا أرباحا سنوية، او أن يلجوا مجال شراء الأراضي والعقارات ليحفظوا ويضاعفوا أموالهم،او يتجهوا لتجارة العملة الحرة، غير أنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم اتصفوا بالرؤية التي تركّز علي الإنتاج الزراعي والصناعي وعبره تمكّنوا من توفير فرص عمل ورفد الإقتصاد الوطني.

 

وتجربة رجل الأعمال الكسلاوي “علي حميد” الشهير ب”علي جن” التي وقفت عليها عضو مجلس السيادة الدكتورة نوارة ابومحمد والوفد المرافق لها يوم الأربعاء علي شرف الملتقي الاستثماري الثالث، تكشف عن مستثمر وطني يمتلك رؤية وقوة إرادة لديه أهداف.

 

فإن يعمل طوال ثلاث أعوام علي استصلاح مساحات شاسعة من أراضي الكرب غير المسطحة بالقرب من نهر العطبراوي، ويتحمل تكلفة باهظة في سبيل ذلك، فهذا يعني أنه يريد إضافة ماهو جديد، لم يحصل علي الأرض ليتركها لسنوات حتي يرتفع سعرها ثم يبعها، بل خسر فيها مالا وجهدا، وماذا كانت النتيجة؟

 

مزرعة بستانية ضخمة فيها كل أشجار الموالح، بل المانجو فقط توجد عشرات الأنواع منه، ليس ذلك وحسب بل وصل مرحلة تجربة زراعة محصول البن وقد حقق نجاحا كبيرا.

 

ليؤكد رجل الأعمال “علي جن” إن الإستثمار قبل أن يكون قوانين ولوائح فهو قناعة بجدوي ما يريد أن يفعله صاحب المال، ومدي صبره علي غرسه حتي يأتي وقت قطافه.

 

ومجرد ان تعتبره حكومة الولاية نموذج للاستثمار الوطني وتسجّل له زيارة رفيعة المستوي، فإن هذا اعتراف بنجاح الرجل وتشجيع له وجذب لغيره ليتخذ تجربته نموذج يهتدي به.

 

وكم تمنيت لو رتبت حكومة الولاية مبكرا مع الدكتورة نوارة ابومحمد لمنحه شهادة تقديرية ، فهو يستحق ذلك،وفي تكريمه تشجيع لكل رجل أعمال سوداني يستثمر في وطنه عامة وبالولايات خاصة في الزراعة والصناعة، وتشجيعا لمن يملكوا أموال ضخمة مجمّدة في عملة حرة او عقارات او اراضٍ بان يستثمروها في الزراعة والصناعة من أجل رفع الإنتاج ، ولتعظيم الإيرادات وتوفير فرص العمل.

 

شكرا “علي جن” وأنت تدُق الصخر ختي اخرج زرعا وللولاية وعدا وتمني.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.