الأمل نيوز
الأمل نيوز

صديق رمضان يكتب .. مدرسة الفقيد الناظر شكيلاي

 

 

إذا تأملنا مشوار حياة ناظر عموم قبائل الحلنقة الفقيد “مراد جعفر شكيلاي”، ونقّبنا في مآثره نجد ان الكلمات تتقاصر أمام قامته، ومن ناحية أخرى نجد أنه كان تجسيد حقيقي لما ينبغي أن يكون عليه المسلم.

 

فالإسلام دين أخلاق في المقام الأول، وقد بُعث خير خلق الله ليُتمم الفضائل العالية والخصال الجليلة، ليأخذ الناس بأفضلها في تعاملاتهم،لأنها تجعل من الإنسان فرداً صالحا في المجتمع.

 

والفقيد الناظر شكيلاي اتصف طوال مشوار حياته بمكارم الأخلاق التي هي أسمي أنواع العبادة والتقرُب الي الله، والكثير من الآيات والأحاديث تدعو الي ان يتدثر المرء بها.

 

والفقيد شكيلاي لم يكُن رجل إدارة أهلية صاحب كاريزما وتأثير وحسب، بل كان قدوة ومُلهم، كان عبارة عن مجموعة من القيم والمُثل، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، عنوانها البارز الأخلاق.

 

إذا بحثنا عن الصدق في شخصية الفقيد شكيلاي نجده منهجا ثابتا، فهو لاينطق إلا صدقا وحقا، لم يعرف الكذب إليه طريقا لأنه استعصم بمكارم الأخلاق وأبرزها الصدق الذي هو كما معروف يهدي الي التقوي.

 

كان أميناً علي أخلاق أمة ووطن وولاية وقومية، حملها علي عاتقه طوال حياته، فعل ذلك لأنه اتصف بالأمانة التي هي ليست حفظ المال وحسب بل حفظ الأخلاق.

 

 

كان حليما.. يمتلم مقدرة مدهشة في ضبط النفس وعدم الانفعال عند الغضب، والصفح والعفو، وهذه الصفة هي التي جعلت منه رجل حكيم وعميق في رؤاه.

 

كان شجاع في مواجهة الخوف والشدائد، وتشهد له كسلا بالثبات في أيام قاسية وهو يتقدم الصفوف لوأد الفتن وإصلاح ذات البين،بصبر وحكمة وقلب نقي يبحث عن الخير للناس، مترفعا دائما عن حظوظ النفس .

 

اتسم طوال مسيرته الباذخة

بخفض الجناح ولين الجانب للناس، بالرحمة ورقة القلب والتعاطف مع الآخرين.

 

صفاته الكريمة هذه ساعدت في بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام بين الأفراد، و

تحقيق التماسك الاجتماعي، وتعزيز التفاهم والتعاون بين الناس.

 

وعندما زرفت كسلا عليه الدمع أمس الأربعاء، فعلت ذلك لأنها فقدت أحد حُراس وفُراس الأخلاق،رحل من عاش سمحا بين الناس الذين أكرموه حيا وبعد ان إنتقل الي الدار الآخرة، لأنه حصد حبهم واحترامهم وتقديرهم، ذهب لكن ترك خلفه إرث اخلاقي ضخم لابد ان نعض عليه بالنواجز للحفاظ عليه، لأن الأمم أخلاق في المقام الأول، بها ترتقي وبها تتقرب الي الله، وبها تتحول الحياة الي واحة ظليلة.

 

تغمّده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.