الأمل نيوز
الأمل نيوز

صديق رمضان يكتب:إحتفال مؤتمر البجا.. شروق شمس

 

 

إن وصفنا هذا الحدث بمفردة “احتفال”، فقد أجحفنا في حقه، وإن اعتبرناه “مهرجانًا”، فالأمر أكبر من ذلك. إنه مزيج من شموخ وطن، وتنوع إقليم، وعراقة حزب.

 

الصورة تبدو أكثر عمقًا من أن تعبّر عنها المفردات، التي بلا أدنى شك ستتقاصر أمام ما حدث في ميدان الجمهورية بمدينة كسلا، اليوم الخميس.

 

إن بحثت في هذا الحدث الكبير عمّا يؤكد تجانس المجتمع السوداني ويبرز صورة التعايش السلمي في الشرق، فستجده بين ثنايا رقصات “الكِرن” التي أبدع فيها النوبة، وأنغام “الكيتا” الحنينة التي دوزنها الهوسا، والتلويح بالسيوف في عزة وشموخ من قبائل البجا ستجده أيضًا في حضور أهل الشمال والغرب والوسط، الذين شاركوا بروح وطنية خالصة.

 

وإن كنت تبتغي معرفة مكان الوطن في القلوب، فقد ترجمته الكلمات التي أكدت أن الفاشر في الوجدان، وأن ما تعرض له أهلها محل إدانة واستنكار،وبين كلمة وأخرى، ستزداد يقينًا أن الحرب وحدت الوجدان السوداني.

 

أما إذا كنت من الذين ينشدون وحدة أهل الشرق، فإن مهرجان الفرح الذي نظمه مؤتمر البجا اليوم أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، وإن وحدة المكونات السياسية والعسكرية للقادة موسى “محمد أحمد، محمد سليمان بيتاي، وإبراهيم دنيا”، تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، وتأكيدًا على أن الوحدة باتت واقعًا ملموسًا.

 

وإن جاء السؤال عن الحضور، فإنه كان بمثابة استفتاء حقيقي على مدى جماهيرية مؤتمر البجا والمكونات المتحالفة معه. فقد ضاق الميدان بما رحب، بحشدٍ هو الآخر تأكيد على وحدة الأهداف والمبادئ.

 

احتفال مهما كتبنا عنه، فلن نستطيع رسم صورة مقاربة له. عنوانه البارز أن رسالة الوعي التي بدأها الرعيل الأول لمؤتمر البجا تتمدد وتتوارثها الأجيال، بل وتعضّ عليها بالنواجذ، لأنها بمثابة روشتة لنهضة الوطن ورفاهية إنسان إقليم .

 

شكرًا لمنسوبي مؤتمر البجا على هذا البرنامج العميق والأنيق.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.