الأمل نيوز
الأمل نيوز

محمد ودالخير يكتب:قرى محلية نهر عطبرة والسيول والفيضانات.. غياب رسمي! 

 

كان السودان مقسم لتسعة اقاليم فيما قبل و كانت الامور تدار بسلاسة و مهنية و نظام و فيه انصهار جميل ، فجاءت الانقاذ لتقسم المقسم و لتقصر الظل الاداري حسب زعمهم و لكن اجزم بان النتيجة كانت عكسية و سلبية فاحيت فينا الجهوية و العنصرية و تكونت اللوبيات الطفيلية و المسميات الهلامية و الواجهات البروس.

 

نحن في قرى محلية نهر عطبرة نتبع اداريا لولاية كسلا ، و قد تعشمنا بان تقصير الظل الاداري سيخدمنا و يفيدنا و لكن يبدو باننا كنا و ما زلنا (تمومة جرتق)

.

فقد كان و ظل لنا السهم الاكبر من العطاء الجزيل منذ (قطار الشرق) عندما كان السودان مليون ميل مربع ، فكان السخاء و العطاء العفوي هو سمة و صفة الاهل في قرى محلية نهر عطبرة و توالت المواقف حتى حرب الكرامة فاقامت تلك القرى التكايا و استضافت الضيوف و دفعت بشبابها و تجريداتها المادية دفعا سخيا و مواقف بطولية ، و كل ذلك في صمت و سمت بلا من و لا اذى و لا مزاحمة للساسة و لا مساس لقداسة الوطن.

 

بل ظلت تلك القرى ترفد خزينة ولاية كسلا بالمال من القطعان و المرعى الذي شح و ضاق و حتى و رسومات الزراعة التي تهدمت قناطرها و انهكت ترعها و سعرت اسعار اسمدتها ، و حتى عائدات الذهب التي لم توفر له الولاية ادنى مقومات البيئة الملائمة للعمل فيه !!!.

 

و رغم ذلك ظل مواطن قرى نهر عطبرة يداوي مواجعه وحده فلا جهة رسمية اهتمت به و لا منظمات خيرية خبرت دروبه و استجابت لنداءاته الا القليل و القليل جدا من منظمات ك (بلان سودان) و غيرها و من هنا نقدم لهم الشكر و التقدير.

 

 

هذه الايام تعرضت بعض من قرى محلية نهر عطبرى للسيول اثر هطول الامطار الغزيرة على المنطقة فتأثرت بعض القرى و اصبحت حال بعضهم مأساوية لا تحتمل تأخير ولاة الأمر عن نجدتهم او التأجيل بعلل الترتيب او الحديث عن مأساتهم عن بعد ، بل من واجب الدولة ان تكون حاضرة بمعداتها و معونتها و مهندسيها و اطباءها … لتلافي الضرر و احتواء المشكلة و تخفيف المأساة و هذا من اوجب واجبات الدولة تجاه رعيتها.

 

هنا الامر محدد ليس فيه مطالبات بكباري و لا طرق معبدة و لا مشافي يؤمها المرضى و لا مدارس تستر عورة تكدس طلابنا في الفصول و لا صهاريج توصل للبيوت مياه معالجة صحياً للشرب ، فكل هذا حق و لكن يبقى العشم ان يستقر حال الوطن و ان ينهض من كبوته ليبقى كما كان كبيرا و كريما باذن الله.

 

 

دعوتنا لحكومة الولاية بان تضع قرى محلية نهر عطبرة ضمن اولويات الخدمة و تضميد جراحات اهلها لما لهم من جليل عطاء و جميل صبر و جزيل ثناء لمن سندهم في اوان الحاجة و هذا وقت (الحوبة) و الحاجة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.