قد أبدو غريبة علي مدينة كسلا التي مازلت في مرحلة التعرُف عليها وعلي ناسها، بيد أنني أستطيع التأكيد علي أنني قد عرفت من هو ناظر عموم قبائل الحلنقة الفقيد “مراد جعفر شكيلاي” الذي أسلم الروح لباريها اليوم الأربعاء.
لم اتشرف بمعرفته، ولكن من خلال مصادفتي موكب تشييّعه عرفت مدي مكانته الكبيرة،وذلك عندما كنت بسوق كسلا عصر اليوم الأربعاء الذي توقفت فيه الحركة تماما والجميع قد وقف بمشاعر حزينة لمشاهدة موكب مهيب وضخم لم اشاهده من قبل، ربما تجاوزت سياراته الألف سيارة ودراجة نارية.
وقف الناس في السوق لَوداع رجُل له في القلوب مكانة كبيرة، وقد كنت من الذين وقفوا لمرور الموكب، وكل من تحدث كان يسرد عن عظمة زعيم اتصف بالحكمة والتهذيب والحرص علي التعايش السلمي.
لأكثر من نصف ساعة كان رتل السيارات يتحرك ورجال المرور قد انتصبوا في الشوارع لتنظيم الحركة وصولا الي مقابر الحسين والحسين حيث تمت مواراة جثمانه الطاهر الثري.
ومن الصور التي اطلعت عليها بوسائط التواصل الإجتماعي فقد كان الحضور في المقابر كبيرا، لقد خرجت كل مكونات كسلا لوداع رجل عاش بينهم كما يتحدث الجميع بالحكمة والكلمة الطيبة والإحترام.
نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إنا لله وإنا إليه راجعون
