الصحفي إنسان يتفاعل مع قضايا الناس، بل ويعيشها بكل تفاصيلها، وفي كثير من الأحيان يجد نفسه متأثرًا بها.ة، ومنتهى سعادته حينما تسفر كتاباته أو جهوده عن مساعدة شخص أو مجموعة.
قصة حي الثورة مربع 65 بمدينة حلفا الجديدة معروفة للجميع، وقد نشرنا تفاصيلها كثيرًا،فكل ما يطلبه المواطنون هو تقنين وجودهم في مكان ظلوا فيه لما يقارب خمسة عقود، وقد أكملوا كافة الإجراءات القانونية وصولًا إلى مبتغاهم، لكن متاريس واجهتهم في حلفا حالت دون تحقيق المطلوب والمنشود.
وحينما طال أمد القضية في حلفا، لم يجد المواطنون خيارًا سوى وضع ملفها على منضدة والي كسلا، باعتباره الجهة الأعلى في الولاية، وبالتأكيد لم يفعلوا ذلك إلا لثقتهم فيه، وقناعتهم بأنه سيجد حلًا نهائيًا ويسهم بقراراته في تسريع الملف.
ولأن علاقة اجتماعية قوية أعتز بها تربطني بسكان الحي، كان من الطبيعي أن أقف بجانبهم، انطلاقًا من واجب مهني وأخلاقي مثلما يفعل أي شخص، فتواصلت مع إخوة في مكتب الوالي، ومشكورين تفاعلوا مع الأمر، وكذلك الوالي الصادق الأزرق الذي اهتم بالقضية.
ورغم أن الملف لم يُغلق بعد، إلا أنني على يقين بأنه سيصل إلى نهايته، ومن الطبيعي بحكم وجودي في كسلا، أن أتابع مع مكتب الوالي تطورات الإجراءات في هذا الملف، كما يفعل أي شخص لديه أهل أو ناس يهتم لأمرهم.
لكنني تفاجأت بموقف موظف رفيع في مكتب الوالي، بدأ وكأنه لا يريد متابعتي لهذا الملف، ويعتقد أنه لا علاقة لي بالقضية،وهو حديث لا يصدر من موظف في مكتب الرجل الأول في الولاية.
لا أعرف لماذا يبدو غاضبًا من متابعتي لهذا الملف، وكأنه يتعاطف مع من وقف في طريق طي هذا الملف بحلفا، أو كأنه يريد الإيحاء بأن هذه القضية لا تندرج ضمن اهتمامات الوالي ومكتبه.
عمومًا، نحترم الوالي الصادق الأزرق الذي يتعامل مع المواطن باهتمام وتقدير، ولكن للأسف يوجد في مكتبه من لا يعرف أن المواطن هو صاحب الحق الأصيل، وأن الحكومة تهتم به لأن هذا واجبها.
وحتى لا يقف هذا الموظف حجر عثرة في طريق حل قضية مواطني مربع 65 بحي الثورة بحلفا الجديدة، نتمنى ألا يكون له دور في الإجراءات. ونؤكد على ثقتنا الكاملة في الوالي الأزرق بأنه لن يفسح المجال لأي موظف أن يؤثر على قضية المواطنين.