الأمل نيوز
الأمل نيوز

نائب رئيس مؤتمر البجا بولاية البحر الاحمر القائد محمد شريف..قصة نضال 

 

 

بورتسودان:الأمل نيوز

 

في أقصى شرق السودان، حيث تلامس الرمال الذهبية مياه البحر الأحمر، وُلد محمد شريف الحسين عام 1980 في بلدة أبورماد الواقعة في بمحلية حلايب، تلك الأرض التي تنبض بتاريخ عريق وروح لا تنكسر، لم تكن صرخته الأولى مجرد بكاء وليد، بل كانت نداءً مبكرًا للحرية والكرامة، صرخة مناضل شاءت له الأقدار أن يكون شاهدًا على فصول من التهميش، وأن يتحول لاحقًا إلى أحد أبرز الأصوات المطالبة بالعدالة في شرق السودان.

 

 

نشأ القائد محمد في كنف أسرة مكافحة، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة أبورماد الأساسية، ثم انتقل إلى مدرسة سلالاب شمال الأساسية بنين، ومنها إلى مدرسة سعيد بوارث الثانوية، كان طالبًا نبيهًا، يحمل في عينيه بريق الطموح، وفي قلبه شغف لا ينطفئ، التحق لاحقًا بكلية بورتسودان الأهلية، حيث درس الاقتصاد والعلوم الإدارية، واضعًا أولى لبنات مسيرته في العمل العام.

 

 

لم ينتظر محمد التخرج ليبدأ نضاله، بل انخرط مبكرًا في النشاط الطلابي، فكان الأمين الثقافي لرابطة طلاب البجا بولاية البحر الأحمر عام 2002، ثم عضوًا في مركزية طلاب البجا، هناك، تعلم كيف تُصنع القرارات، وكيف تُخاض المعارك بالكلمة والموقف، لا بالسلاح فقط.

 

 

بشجاعة وثبات، واصل القيادي محمد شريف الحسين صعوده في صفوف الحزب العريق مؤتمر البجا ، حتى أصبح نائب رئيس الحزب بولاية البحر الأحمر، وقائدًا لقطاعها العسكري، لم يكن ذلك المنصب مجرد لقب، بل مسؤولية حملها على عاتقه في أحلك الظروف، خاصة في ظل الحرب التي واجهها بالسودان،ومع اندلاعها، اتخذت قيادة الحزب قرارًا حاسمًا بالعمل على استقرار الدولة، وكان له دور محوري مع رفاقه في الحزب في نشر الوعي وتدريب الشباب، ليكونوا درعًا يحمي البلاد من الشرق.

 

في الذكرى الـ67 لتأسيس مؤتمر البجا، بعث محمد شريف الحسين برسالة تهنئة لأنصار الحزب ولأهل السودان، مؤكدًا أن النضال مستمر، وأن الفيدرالية هي الحلم الذي يسعون لتحقيقه،وأكد مشاركة القطاع العسكري للبحر الأحمر في احتفالات كسلا، في مشهد يعكس تلاحم السلاح مع الكلمة، والوفاء مع القضية.

 

يرى القائد محمد أن قضية شرق السودان ليست معزولة، بل هي مرآة لقضايا التهميش في كل الأقاليم، ويؤمن أن الشرق، بتنوعه السكاني وموارده الغنية، يمثل نموذجًا مصغرًا للدولة السودانية، وان الإقليم رغم كل ما عاناه من تهميش، ظل متمسكًا بوحدة السودان، مؤمنًا بأن النضال ليس غاية بل وسيلة لتحقيق الحقوق.

 

حين وقّع مؤتمر البجا اتفاقية أسمرا لسلام شرق السودان عام 2006، يقول ان الحزب عمل علي تنفيذها بكل إخلاص، لكن الدولة، كما يقول، لم تلتزم، ومع ذلك اختار قيادة مؤتمر البجا بقيادة موسي محمد أحمد الصبر والحكمة، لأنهم طلاب سلام، لا دعاة حرب.

 

في قصة محمد شريف الحسين، تتجلى حكاية جيل كامل من أبناء الشرق، الذين رفضوا أن يكونوا على هامش الوطن، فاختاروا أن يكتبوا أسماءهم في سجل النضال، لا بالحبر، بل بالتضحيات، إنها قصة رجل، لكنها أيضًا قصة وطن يبحث عن مكانه المستحق بين الأمم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.