الأمل نيوز
الأمل نيوز

صديق رمضان يكتب:الفقيد إدريس محمد الحسن… لقاءات تحت ظلال “اللبخة” بكسلا

 

 

حينما أبلغني الزميل سيف الدين آدم هارون بنبأ رحيل الأخ العزيز، المهندس إدريس محمد الحسن، المدير العام الأسبق لوزارة البنى التحتية والتخطيط بولاية كسلا، امتزج الحزن في داخلي بذكريات لقاءات اجتماعية جمعتني به قبل مرضه ورحيله إلى مروي مستشفياً.

 

كنت ألتقيه صباحًا في طريقي إلى المكتب، جالسًا بهدوئه المعتاد تحت ظلال شجرة “اللبخة” وسط سوق كسلا، يحتسي قهوته، ويستقبلني بابتسامة صافية تنبع من قلب نقي لا يعرف الكراهية ولا الحسد.

 

كنا نقضي وقتًا ليس بالطويل ولا القصير، نتبادل فيه أطراف الحديث حول شؤون الحياة والعمل، كان يخطط لمواصلة دراسته لنيل درجة الدكتوراه، ويحمل بين جوانحه مشاريع مستقبلية نابعة من قناعة راسخة بأن الوظيفة الحكومية لا ينبغي أن تكون نهاية الطموح.

 

كان يشعر بشيء من الحزن لأنه ظل بلا مهام وظيفية لأكثر من عام، وهو الذي يجري حب العمل في عروقه، كان يجد نفسه وسط زحمة المهام وتشعباتها، ومع ذلك لم يطرق بابًا يطلب فيه العودة، بل تعامل مع الأمر بصبر وهدوء، مؤمنًا بأنه ترتيب رباني.

 

الفقيد إدريس، الذي كتبت عنه ثلاث مقالات خلال الأشهر الأخيرة، من الشخصيات التي أعتز كثيرًا بمعرفتها في كسلا، كان مثالًا للأصالة والبشاشة والبساطة، صاحب علم غزير ونبوغ في تفاصيل مهنته، ومن الذين أحبوا كسلا بصدق وتجرد.

 

أذكر أنه بعد إجرائه العملية الجراحية في مروي، طلب أن نتقدم بالشكر لأهل كسلا على تواصلهم معه وتفقدهم لحاله، وكأنها كانت كلمات وداع من رجل عاش بينهم واحتفظ بذكريات جميلة معهم.

 

لذلك، لم يكن غريبًا أن تأتي مراسم تشييعه مهيبة، شاركت فيها كل مكونات الولاية، في مشهد يحكي عن وفاء لرجل كان بحق حلقة وصل بين الجميع.

 

في هذا اليوم المبارك، نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.