الأمل نيوز
الأمل نيوز

صديق رمضان يكتب :الفاشر.. مأمورية خاصة وخوف في رحلة تاركو

 

 

قبل أيام من حلول شهر رمضان في العام 2015 تمّ تكليفي من قبل ناشر صحيفة الصيحة الفقيد المهندس “الطيب مصطفى” _طيّب الله ثراه _ بمهمة إجراء تحقيق استقصائي بولاية شمال دارفور عن “التمباك” على إثر معلومات عن إضافة روث الحيوانات له.

 

وصلت فاشر السلطان عبر البصات عند الخامسة مساءا، استقبلتني المدينة العريقة ببششاتها المعهودة، والفاشر من المدن التي تهفو نفسي دائما لزيارتها من واقع جمال الطبيعة الذي تتصف بها والهدوء الذي يميزها بالإضافة إلى أصالة أهلها وكرمهم الفياض فهم نبلاء أبناء نبلاء ،من مدينة ذات شخصية تمزج بين الخلفية الدينية والتاريخية وترتكز على شئ من الحضارة والحداثة.

 

بعد أن أنهيت التحقيق الصحفي كان يجب عليّ أن أعود قبل حلول شهر رمضان بيوم إلى العاصمة، ولكن اخترت البقاء لثلاث أيام أخرى للاستمتاع بالشهر الفضيل في فاشر ابوزكريا، بالفعل كانت من الأيام الجميلة تجلّي في المدينة عبق الشهر الفضيل.

 

وبين نهاراتها العامرة في مساجدها وأسواقها، ولياليها الحاشدة بتلاوة القرآن والحركة والرياضة قضيت أيامي الثلاث في وضعي نفسي فريد، عقب ذلك حزمت حقيبتي والحزن تملكني لمغادرة الفاشر عائدا إلى الخرطوم عبر الجو، ووقتها فقد حجزت لي الصحيفة تذكرة العودة جوا عبر شركة تاركو التي لم أكن أعرف عنها شئ غير أنها شركة ناشئة تتلمس خطاها في سوق السفر الجوي.

 

أقلعت الرحلة في نهار الرابع من رمضان تقريبا، ولأنني ولموقف تعرضت له في العام 2010 في إحدى رحلات الطيران، فقد لازمتني فوبيا أفشل دائما رغم محاولات التماسك في اخفاءها والسيطرة عليها.

 

إذ كنت يومها متوترا رغم الصيام وروحانيات الشهر الفضيل، وهذا ما أخبرت به المضيفة التي وحينما شعرت بما اعانيه استأذنت وعادت إلى حيث يجلس طاقم الضيافة، فكان أن حضر أحد المضيفين الذي سردت قصته من قبل فعندما اقترب مني قال بصوت لطيف “معقولة لكن صديق رمضان الذي كآن يرعب المهاجمين بخاف من الطيارة”، وقد كانت كلمات وابتسامة المضيف الأخ العزيز وائل الذي تزامنا في فريق العصمة الكاملين كافية لتبديد مخاوفي وتبدد توتري، وقد تبادلنا أطراف الحديث اللطيف بروحه الجميلة حتى وصولنا الخرطوم.

 

استدعيت تلك الذكريات التي ماتزال راسخة في الذهن وانا مثل غيري من الشعب السوداني أشعر بحزن عميق لما حدث في الفاشر المدينة الجميلة المضيافة الهادئة التي عاشت ايام عصيبة وقاسية بسبب الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، والفاشر لا أعتقد أنها مدينة وحسب بل مكان له خصوصيته ويكفي ارتباطها بالسلطان على دينار وكسوة الكعبة الشريفة، ورغم ما شهدته الا انها وحّدت وجدان الشعب السوداني الذي يبتهل إلى الله أن يخفف على أهلها مصابهم وان تعود عزيزة كما كانت بإذنه تعالى.

 

رئيس التحرير

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.